يا من كنتم رماحًا في صدور أعدائكم..
يا من تسيرون خلف الحق والحق يفتخر بكم ..
يا من ناضلتم وأنتم أحياء وناضلتم وأنتم شهداء..
كنتم درعا واقيا لرفاقكم في جبهات القتال وشوكة في عيون أعدائكم...
يا من جعلتم العدو يشعر بكم في كل مكان تلاحقونه وهو منهزم أمامكم ....
سمعنا عنكم ونريد أن نسمع الكثير وما سمعناه سنذكره لنكون معكم بعونه تعالى ....
من المعروف في جبهات القتال عند مقاتلي حزب الله لا يتجاوز عدد المجاهدين أصابع اليد حتى لا يكونوا مكشوفين بالنسبة للعدو الإسرائيلي فينال مراده بسهولة ومعظم الأحيان عندما يستشهد عدد معين ولو واحد فقط يرسلون بعض المقاتلين لسد ذلك النقص العددي الذي حصل وعند اشتداد القصف الجوي عليهم كان القصف الجوي من وحشيتهم في ثانية صاروخين كما وصفه أحد المقاومين لي في الدقيقة 60 صاروخا يحاول مقاتلي حزب الله أخذ أماكن آمنة كل واحد لوحده أو كل اثنين معا ومن المعروف عندنا وعند المسلمين جميعا( الوصية )
ففي غارة من الغارات التي قام بشنها العدو الإسرائيلي اختبأ اثنان من مقاتلي حزب الله وكان أحدهما قد أرسل بدلا من أحد رفاقه الذين استشهدوا في المعركة فبدأ التعارف فيما بينهما بالاسم والعنوان والعمر فأوصى هذا المقاوم الجديد رفيقه الذي معه بأنه إذا مات يذهب إلى أهله ويبلغ سلامه إلى أمه هذه كانت وصيته..
وفي إحدى المواجهات البرية بين المجاهدين الابطال وبين جنود العدو الإسرائيلي قام هذا المقاتل الجديد بفداء نفسه لانقاذ رفيقه الذي معه وقضى نحبه وهو يتشهد الشهادتين ويذكر رفيقه بالوصية التي ذكرها له ...
لكن بعد انتهاء معركة الشرف والبطولة معركة الشهامة والعزة معركة الوعد الصادق ولم يصب هذا المقاوم بأي أذى قرر الذهاب إلى بيت رفيقه الشهيد الذي فداه بنفسه لينقل وصيته إلى أهله فانتقل من منطقة إلى منطقة حتى وصل إلى داره فطرق الباب فخرجت له أم الشهيد مرحبة به فدخل الدار معرف بنفسه ويذكر وصية رفيقه لأمه وإذا به يتفاجأ برد لا يتصوره أي شخص :
شو ياولدي ترى ابني استشهد عام الفين
( اعلم يا ولدي بان ابني استشهد منذ فترة يقارب الخمس سنوات )
فتفاجا الشخص بهذا الجواب وبدأت دموعه تنزل على خديه ويحمد الله ويشكره على كل ما جرى وروى الحادثة لوالدة الشهيد الحي
فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يقاتل ويوم يبعث حيا ...!
ربي ينصركم على العدو يا رب