منتدى الوعد الصادق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الوعد الصادق

منتدى اسلامي مقاوم يحمل قضية النصرة للمقاومة الإسلامية في لبنان في قلبه وكيانه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة جميلة قصفة التي أبكت العالم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة الكرار
مشرف
مشرف
عاشقة الكرار


الجنسية : لبنان
الموقع : في محراب صلاتي
عدد المساهمات : 212
نقاط العضو : 545
انثى تاريخ التسجيل : 11/11/2009

قصة جميلة قصفة التي أبكت العالم Empty
مُساهمةموضوع: قصة جميلة قصفة التي أبكت العالم   قصة جميلة قصفة التي أبكت العالم Emptyالأحد سبتمبر 19, 2010 10:23 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قصة جميلة قصفة القصة التي أبكت الكثير أرجو أن تنال إعجابكم

..الأسير جواد علي حسين قصفة:

من مواليد السلطانية 1962م - لبنان.. أُسرَ في عملية كومندوس في خراج بيت ياحون عام 1988م.. حُكم عليه بالمؤبّد وظلَّ معتقلاً في سجون نفحة داخل فلسطين المحتلّة..
مَنْ هو جواد؟.. إنه والدُها.. إنه مَنْ حُرمَ رؤية جميلته
*جميلة قصفة (جميلة جواد علي حسين قصفة):
إنّها ريحانته التي ولدتْ دون أنْ يراها.. فَتاتُه.. فلذَة كبده..
فتحت عيناها على الحياة دون أب.. حُرِمَ ضَمَّها.. وحُرمتْ حَنَانه.. نالتْ شرَف كونها ابنة الأسير ”جواد“..
يا ترى ماذا عَرَفتْ عن والدها؟.. وكيف عَرَفت؟؟


بدأت القصة في شتاء العام في نهايته والناس تتهيأ للاحتفال بقدوم عام جديد. أما هو فكان لا يعير الدنيا أدنى اهتمام بعدما أمضى سنوات شبابه يحمل البندقية، يخطط ويقاتل ويترصّد الصهاينة.. ما حبطت همته وما كلّ عزمه رغم أن الجميع باتوا يعرفونه ويترقبون رواحه وغدوّه.. ورغم أنه ذاق تجربة الأسر والاعتقال، فعرف العدو الصهيوني عن قرب وذاق طعم سياطه بنفسه، دونما حاجة لسماع الآخرين وما يروونه عن لحظات السجن وسنوات الاعتقال.
جواد قصفي.. حكاية طويلة جداً من حكايات المقاومة في الجنوب التي بدأت مباشرة بعد الاحتلال الصهيوني للبنان عام 1982.
استأنس جواد بحكايات المقاومة التي كان يعيشها ويحياها، وغلبه هوى الأرض التي أحب، فعاش سنواته ما بين الأرض والبندقية. كان في النهار إذا تجلّى، فلاحًا يواعد حقله وزرعه وحصاده. وكان في الليل إذا يغشى، مقاومًا صلبًا عنيداً، يواعد بندقيته ويحملها إلى حيث الرباط والجهاد وترصّد العدو.. نسوة القرية كنَّ يعرفنه ويتحدثن عنه إذا ما مرّ أو عبر. "الله يسلّمه" تقول امرأة لجارتها، والرجال يعرفونه ويضاحكونه: "دير بالك على حالك.. الله ينجّينا من إسرائيل وشرها". وجواد يضحك ويهزّ رأسه "كلها موتة واحدة".
لكن حساب الكلمات لم يطابق حساب الواقع، فما انقضى العام 1988 إلاّ وكان العدوّ الصهيوني يتسلل عبر وحدة خاصة من "الكوماندوز" ليترصّد جواد في وضح النهار حيث تم اختطافه من حقله، وكان يومها مع رفيقه وصاحبه يوسف وزني، يقومان بمهمات زراعية في الحقل الذي كانا يعملان فيه نهاراً.. والذي كان يقع في نهاية المناطق المحرّرة على تخوم البلدات المحتلة آنذاك، في قرية تدعى "عيتا الجبل" لا تبعد كثيراً عن قريته "السلطانية".
إنه كانون الأول من العام 1988
العدوّ الصهيوني يختطف جواد قصفي الذي لم يمضِ على زواجه إلاّ أشهر معدودات. في الاعتقال الأول كان جواد حرا، لا عائلة لديه.. أما الاعتقال هذه المرة ففيه زوجة تنتظر، وطفل آتٍ عما قريب.
اقتيد جواد إلى داخل الأراضي الفلسطينية مباشرة، حيث إن معتقلاً سابقاً مثله لا تجدي معه التحقيقات الأولية ولا محاولات التعرّف عليه.. حتى في السجن الإسرائيلي كانت شهرته تسبقه، كأنهم يشيرون إليه بالبنان، حتى في فلسطين، حينما وصلها أسيراً مكبّلاً ومعتقلاً، يحاول أن يسترجع ذكرياته وأن يلتقط ما يعيه منها.
ما الذي حدث؟ وكيف حدث ما حدث؟
ماذا ستفعل "فضيلة" الآن؟ زوجته التي لم تهنأ بالحياة معه، تركها وحدها تقاسي اللوعة والحرمان والانتظار ومتاعب الحمل وترقّب مولود جديد.
"الحق عليّ أنا هذه المرة.. تساهلت بعض الشيء.. فقط لو أنني انتبهت قليلاً ما كنت لأدع الصهاينة يفوزون بي".. هل حدّث نفسه بمثل هذه الكلمات؟ لكن الكلام كله ما عاد يجدي، حينما دخل هو دوّامة التحقيق والاستجواب والتعذيب.. وحينما دخلت زوجته "فضيلة" دوامة الألم والحزن والانكسار والانتظار.
هلّ الربيع وأورقت الحقول من جديد، لكن أحلامها ما أورقت وما أزهرت..
كان عليها أن تعايش بدل الانتظار: انتظارين..
انتظاراً لحبيب راح ولا تدري كم تطول غيبته..
وانتظاراً لطفل سيأتي ولا تدري كيف سيكون مولده..
حتى إذا ما هلّ نيسان وبرعم الزهر متفتحاً للحياة، تفتّحت منها حياة أخرى، ومع الربيع ولد طفلها.
جاء المولود أنثى..
رفيقة لأحلامها الهائمة، وسميرة للياليها المسهّدة..
حدّقت بطفلتها الجميلة وقالت فرحة من بين أحزانها: جميلة! يا إلهي ما أجملها! سأسمّيها جميلة.
خفّت عليها وحدتها حينما شاركتها جميلة أيامها ولياليها.. وتباعدت لحظات الوحشة بمناغاة الطفلة أمامها. أحست أن الدنيا كلها تتضاءل وتتصاغر لتصبح في قبضة يدها.. ما أروعكِ يا ملاكي الصغير.
علمتها كيف تلفظ كلمة "بابا"، لكن طفلتي تقولها بلا جدوى.. بلا مجيب.
ترى، هل يعود جواد ويراها كيف تناغي؟ هل سيعود ويراها الآن؟ يعاين حبوها ولثغاتها؟ هل سيأتي قبل أن تمشي خطواتها الأولى؟ ألا يكفي أنها ولدت في غيابه حتى تمشي في غيابه أيضاً! هي تغرق في أمانيها والطفلة تغرق في عالمها الصغير وتكبر.

فضيلة" في بعض رسائلها المسافرة إلى داخل المعتقل الصهيوني: "جميلة كبرت يا جواد.. صارت ابنتك صبية صغيرة.. وصرت أحدّثها عنك وأصفك لها ونشاهد صورك القديمة معاً. إنها تسألني عنك كل يوم.. متى يعود أبي فأقول لها تعالي نصلّي، وندعو الله ليعجّل فرجه.. وجميلة ذكية جداً يا جواد.. تسأل عن كل شيء وتعرف كل شيء.. وتبكي حين أمشط شعرها الناعم المسترسل، تقول لي: سأقول لبابا حينما يأتي... تخيل، لقد دخلت المدرسة، والمعلمات يحببنها.. وأنا أكاد لا أصدّق يا عزيزي أنني حملت وأنجبت وربيّت طفلة صغيرة بعيدة عنك، أو أنك البعيد. كأنّ الأمس هو اليوم، لولا أني أنظر إليها وإلى وجهها وعينيها وطولها.. أنا ما كنت لأصدّق نفسي، أن السنوات جرت بنا وتجري… هكذا.


وتمضي الأيام وتتراكم السنون


صارت "جميلة" هي التي تخطّ رسائلها هذه المرة وهي التي تكتب لأبيها.. في سنواتها الأولى كانت الأم تكتفي بمجرد بضع كلمات تخطّها صغيرتها، اكتبي له يا حبيبتي.. سيفرح بخطك الجميل. وتكتب جميلة بعدما تهجّي حروفها الأولى: بابا، أحبّك.. وتنزل كلماتها القليلة على أبيها برداً وسلاما تنسيه ظلمة الزنزانة وقهر السجّان وألم الغربة.. يحسّ جدران السجن تتهاوى وتختفي، وأن طيراً جاءه ليحمله ويعبر به فوق فلسطين، إلى الحدود.. إلى قريته.. إلى منزله، يتخيّلها واقفة بالباب حينما سيعود إليها، تقلّب صور كتبها أو تحمل أقلام التلوين، ترى كيف صارت الآن؟ حقاً لقد كبرت.. ويضحك.


إن لديه طفلة ولدت.. كبرت.. وصارت في المدرسة وهو لا يعرفها بعد.. كل ما وصله منها مجرد كلمتين بخطها الطفولي: "بابا.. أحبك". ويفتح عينيه على الزنزانة المظلمة من حوله، يتلبّسه حقد عميق على بني إسرائيل.. أوَليست إسرائيل هي السبب فيما هو فيه؟ لكنه يسهّل الأمر على نفسه.


سأعود.. سأعود.. ولعينيها سأعود.. سأقبّلها وأضمّها طويلاً وأناديها بعد طول انتظار.. يا ابنتي.. وأحاول أن أعوّض قليلاً.. من كثير فات.


وجميلة تكبر أكثر...


كلما كبرت أصبحت رسائلها إلى أبيها أطول.. هذه المرة ما عادت "جميلة" طفلة صغيرة، حقاً لقد كبرت.. مسحت فضيلة دموعها الساخنة وقد غلبتها حينما راحت ترمقها باعتزاز وافتخار.. إنها ترتدي الحجاب هذه المرةّ.. كبرتِ يا وحيدتي، يا حبيبتي الغالية.. صرتِ صبية والله.. بلى وحجابك هذا يشهد على قولي.. آه، أين أبوك الآن؟ أينه؟ ألم يشبع السجن منه بعد؟ وتغصّ الأم بأحزانها المفجوعة: حتى هذه! حتى الحجاب! أدركناه بغيابه! وكأنه لم يكف مولدك وطفولتك ومدرستك الأولى وسنواتك الأولى.. حتى تكليفك الشرعي يأتي وأبوك لما يأت بعد.


لم تهنأ الصبية الصغيرة بطفولتها.. ذات يوم انتابتها آلام ما، ظلّت تشكو بعدها من وجعٍ ومن ألم. وبدا كأنه كتب على أمّها أن تلازم الآلام والمعاناة ردحاً من الزمن.


لكَم كانت خيبتها كبيرة حينما أخبرها الأطباء أن صغيرتها -طفلتها التي تساوي عندها الدنيا- ستكون عرضة لنوبات مزمنة من الألم والشكوى والعذاب والعلاج.


طوت "فضيلة" أحزانها وراحت ترسم الابتسامات غصباً على وجهها كلما جلست تداعب وحيدتها.. الأمر بسيط يا حبيبتي.. سريعاً ستزول آلامك.. اصبري قليلاً.


وتحرق الصغيرة ما تبقى من حطام قلبها: "أنا مشتاقة جداً إلى أبي.. لكَم أتوق إليه يا أمّاه.. صدّقيني يا أمي إذا عاد أبي فلن أتألم أبداً ولن أشكو شيئاً". وتعصر الأم قلبها المفتّت بين رجل غاب عن ناظرها، وطفلة تذوي أمام عينها، أيّ الأمرين يأخذها وأيهما يهصرها، بمن تفكّر بعد اليوم أكثر؟ ومن يشغل بالها أكثر؟


جميلة" يعتريها شحوب وهزال..

وتبدأ الطفلة بالذبول، فيما الأم مذهولة من تآمر الدنيا عليها، كيف ستطلب من صغيرتها الصبر والتجلّد وهي تكاد لا تجدهما ولا تقوى عليهما. أكثر من عشر سنوات مرت وهي تمني النفس كل يوم بلقائه.. سيعود.. قالوا إن قضية الأسرى والمعتقلين ستنتهي.. وسيعود.. إلام ستبقى "جميلة" تكبر في غيابه؟


هيّئي نفسك يا حبيبتي، تقوّي، سيعود إليكِ وإليَّ.. سيعود إلينا..


وتصبح العودة كالسراب..


يوغل "جواد قصفي" في رحلة السجن والاعتقال، يتحول إلى جزء من معتقل "نفحة" في فلسطين.. كلّما ضمّه ليل السجن راح خياله يطوف حول قريته ومنزله وعائلته وأهله وذكرياته.


وتوغل "فضيلة" في فيافي الصبر والتحمّل: يا رب أزح عني هذا العبء.. و"جميلة" يوغل المرض فيها رغم قوّة تجلّدها وتحمّلها.


أخيراً.. تمكّن المرض من الطفلة ومن الجسم الطفولي الصغير، وأعلن الطبّ عجزه مستسلماً أمام الصغيرة الذابلة المصابة بالفشل الكلوي، والتي كان عليها أن تبدأ رحلة جديدة من مراحل الألم والمعاناة.


الرحلة الآن من نوع آخر.. والألم نوع آخر.. أين أنت يا أبي.. أين أنت؟ تبكي الصغيرة الممدّدة على سرير غسل الكلى في المستشفيات، وترخي "فضيلة" لعينيها ولمآقيها العنان.. فتبكي كل بكائها الذي خبأته طويلاً ودارته زمناً.


وبدا أن ليل البكاء طويل.. وأن الجسد الذابل يعلن خضوعه لأحلام لم تأت. تصوّرت أباها في خيالها، ناجته، هتفت له، رفعت يديها الواهنتين، وابتسمت.. ما استطاع ثغرها الجميل أن يبتسم، ثم رمقت أمها بنظرات الوداع، كأنها تعتذر لها عن كل سنوات العمر الذي سيتحول إلى ذكريات.. وأغمضت عينيها بهدوء.. لتخرج من الدنيا بصمت كما جاءت إليها.. بصمت.
وحدها "فضيلة" شقّت حجب الصمت، بعدما رأت بأمّ عينيها كيف تضيق الدنيا وتحكم عليها الخناق.


بكت وصرخت وندبت وضربت نفسها..


يا ويلي على الحياة بعدك يا جميلتي..


مذ غاب أبوك أتيتِ إليَّ لتكوني سلوتي ووحيدتي وحبيبتي..


من يسامرني ويسلّيني ويسائلني عن "جواد"..


وغداً يسألني "جواد" عن "جميلة"..


فماذا أقول له عن الابنة التي وُلدت وعاشت ومرضت وماتت دون أن يعرفها أو تعرفه؟


دون أن تراه أو يراها!


ماذا أقول.. وماذا سأقول؟ وما الذي بقي بعدك ليقال، يا حبيبة؟


لقد أسلمت "جميلة" الروح إلى بارئها نهار السبت 19-10-2002 عن عمر يناهز الرابعة عشرة قضتها تحلم برؤية أبيها وعودته.. لكن الحلم لم يتحقق في حياتها, فقد عاد الأسير جواد قصفي في عملية التبادل في 29-01-2004 ...
نسألكم الدعاء
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة جميلة قصفة التي أبكت العالم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الوعد الصادق :: منتدى المقاومة :: شهداء الوعد الصادق-
انتقل الى: